للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطاق العيش في ظلها. والذين كتبوا عن هذه الفترة التاريخية نقلوا لنا صورة مروعة عن بحيرات الدم القاني المراق في ربوع نجد في باديتها وحاضرتها، في شمالها وجنوبها، في شرقها وغربها، بلا فرق. والكلمات التي عبروا بها تقطر دما وتفيض أسى وألما وحزنا على هذه الحالة السياسية السائدة في نجد، والتي تراق فيها دماء زكية في غير سبيلها، بل بما يغضب الله ويوجب مقته ويبعد عن رحمته ويؤجج نار الفتنة ويعمق الخلافات ويثير الأحقاد ويؤصل العداوة ويدعو إلى الأخذ بالثأر من كل طرف.

والأمثلة على ذلك كثيرة جدا بحيث لا تحتاج إلى ذكر لظهور أمرها بين العام والخاص. وكتابات المؤرخين في هذه الفترة لهذه المنطقة فيها ما يشبه الإجماع على ما وصفنا. يقول المؤرخ المحقق الشيخ عثمان بن بشر رحمه الله: "ثم إن هذا الدين الذي من الله به آخر هذا الزمان على أهل نجد- يعني الدعوة الإصلاحية في نجد-بعدما كثر فيهم الجهل والضلال والظلم والجور والقتال، فجمعهم الله تعالى به بعد الفرقة أعزهم بعد الذلة وأغناهم به بعد العيلة وجعلهم إخوانا"١ وقال رحمه الله في سوابقه عن القتال بين القبائل العربية في نجد: "وفيها وقعة السبلة" وهو موضع معروف بين بلد الزلفى والدهناء وهذه الوقعة على الظفير من بني خالد، وذلك أن بني خالد ساروا إليهم وقائدهم عبد الله بن تركي بن محمد بن حسين آل حميد فواقعوهم وصارت على الظفير هزيمة وأخذوا عليهم نعما كثير٢

وفي حوادث سنة ثلاثة وستين ومائة وألف قال رحمه الله: "وفيها قتل حمد بن سلطان ودباس رؤساء العودة المعروفة في ناحية سدير قتلهم ابن عمهم علي بن علي"٣


١ عنوان المجد في تاريخ نجد ج ١ص ٢،٣،
٢ المرجع السابق ج١ ص ٢٧.
٣ المرجع السابق ج ص ٢٤.

<<  <   >  >>