للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سوابقه رحمه الله الحوادث عام ١١٩٩هـ قال "سابقة"وفي سنة اثنين وتسعين وألف وقعة تسمى "دلقة" بين عنزة والظفير، قتل من عنزة مقتلة كثير منهم لاحم بن خشم النبهاني وحصن بن جمعان، وفيها مقتل عدوان بن تميم صاحب "الحصون" البلدة المعروفة في سدير وبنيت منزلته وقتل محمد بن بحر صاحب الداخلة في منزله١

وقد وصف الزعامات السياسية في هذه الفترة المؤرخ الأمريكي لوثروب في حديثه عن اليقظة الإسلامية في هذه الفترة التاريخية فقال: "أما البدو الرجل فالزعامة فيهم لشيوخهم الذين يتولون القيام على أحكامهم وتدبير شئونهم. وأما الحضر في الواحات فالزعامة فيهم على الغائب لشيوخهم الأسر العليا منزلة ومكانة بيد أن مبلغ ما في أيدي هؤلاء الشيوخ من السلطة المطاعة حق الطاعة إنما هي سلطة صورية واهنة لا تقوى على الدوام على الوقوف في وجه تيار العادات القومية والعرف" ٢

وكان هذا الانقسام والتفرق والتعدد في القيادات السياسية والإمارات الصغيرة ثمرة طبيعية لانعدام وجود دولة موحدة في نجد منذ النصف الثاني من القرن الخامس الهجري وبقاء هذه المنطقة الشاسعة من العالم الإسلامي بعيدة عن مركز الخلافة الإسلامية منعزلة عن الحياة العامة في العالم لصعوبة مسالكها وقلة مواردها وقيام التكتلات القبلية التي استطاعت أن تحل بالأمن وتقطع السبل وخيف السالك لدروبها من سكان المنطقة، فضلا عن الوافدين إليها، مما جعلها مرتعا للجهل وفريسة للعصبيات التي مزقت شملها وفرقت صفوف أهلها وضيقت موارد الرزق فيها. وإذا كانت الخلافة العثمانية قد بسطت نفوذها على العالم الإسلامي من حدود فارس شرقا إلى أقصى المغرب، ومن جنوب شبه الجزيرة العربية إلى أوروبا، فإن الخلافة العثمانية تهتم بهذه المنطقة بل اكتفت ببسط نفوذها على الحجاز والساحل الغربي وعلى سواحل الخليج العربي ومنطقة الاحساء فقط. أما نجد فلم يكن


١ عنوان المجد في تاريخ نجد ج ١ص ٨٠.
٢ حاضر العالم الإسلامي، لوثروب استيوارد ج ١ ص ٢٦١.

<<  <   >  >>