نصيب من الرعاية ولم تتدخل الخلافة العثمانية في شأن من شئونها سوى الحملات العسكرية التدميرية التي قامت بها ضد هذه الحركة الإصلاحية بعد ظهور أمرها، فقد ذكر صاحب تاريخ حاضر العالم الإسلامي جهود الأتراك يقول:"وجل ما استطاع الأتراك إخضاعه من بلاد العرب هو أنهم بسطوا شيئا من سلطانهم على الأماكن المقدسة الحجازية وساحل البحر الأحمر أما نجد والبلاد الداخلية فقد ظلت حرة مستقلة ١"
وفي ظل هذه الفوضى السياسية والغارات القبلية ساءت الأحوال الدينية والاجتماعية والاقتصادية في هذه المنطقة مما مهد لهذه الدعوة الإصلاحية السياسية والدينية التي بدأت في مرحلتها الأولى في حريملاء في مدينة محدودة السكان كثيرة الانقسام على الإمارة. ثم في مرحلتها الثانية التي تلتها في مقرها الثاني في العيينة في كنف إمارة آل معمر والتي أظهر فيها الشيخ دعوة وأعلن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقام بعض الحدود وأزال بعض المنكرات وانتشر أمر الدعوة في أرجاء شبه الجزيرة العربية.
وفي المرحلة الثالثة من مراحل الدعوة التي بدأت بانتقال الدعوة من العيينة إلى الدرعية وقيام ذلك الحلف الميمون بين إمام الدعوة الإصلاحية والإمام محمد بن سعود أمير الدرعية وقتها، دخلت الدعوة مرحلتها الجديدة، والتي من أهم مظاهرها استقبال المهاجرين وإعلان الجهاد لتحقيق أهداف هذه الدعوة الإصلاحية ورد العدوان عنها وتأمين دعاتها والقضاء على أسباب الفرقة والانقسام وتحقيق وحدة سياسية ودينية عامة تقوم على رعاية المصلحة العامة وحفظ الأمن وتأمين السبل وإقامة العدل وحراسة الدين وإقامة الحدود ونشر الدعوة الإسلامية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والضرب على يد العابثين والمفسدين.
وقد بذلت هذه الدعوة في هذا السبيل كل غال ورخيص وقدمت خيرة رجالها