بدأت المعارضة الداخلية في العارض وقاعدته الرياض ومنفوحة ومعكال ثم امتدت وتوسعت دائرتها في بقية أقاليم نجد تبعا لتوسع قاعدة الدعوة حتى شملت الخرج وضرماء وحريملاء وثرمداء وأقاليم سدير والوشم والقصيم وغيرها من أقاليم نجد، وبالرغم من اشتداد المعارضة وعنف مقاومتها إلا أن ميزان القوى كان يميل في صالح الدعوة وأنصارها يوما بعد يوم والمعارضة تفقد مواقعها واحدا بعد الآخر في حرب أهلية شرسة ومستمرة.
وكان يتزعم المعارضة الداخلية بعض الأمراء الظلمة وعلماء السوء في كل من الرياض ومنفوحة وأقاليم الخرج وسدير والوشم والقصيم وغيرها. وقد بدأوا الحملة الإعلامية المضادة للدعوة بما روجوه بين العامة من خروج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن جادة الحق، وبما أشاعوا عنها من أخبار كاذبة ودعايات مغرضة، وبما ألفوا ضدها من كتب، وبما أصدروا من نشرات، وبما كتب لهم بعض علماء البصرة والاحساء والحرمين الشريفين من رسائل تندد بهذه الدعوة ووصفها بكل النقائص، وتحاول تثبيت الناس على ما هم عليه وتصدهم عن قبول الدعوة الإصلاحية الجديدة، وتحثهم على المقاومة بكل الوسائل: تقرأ هذه الرسائل في المساجد بعد الصلوات، وفي المجالس العامة والخاصة. وقد آزر هؤلاء الأمراء والعلماء قائد منطقة الاحساء وكانت من أقوى الإمارات وأغنى المناطق القريبة من نجد وأوفرها خيرا ومادة.
ولكن كل هذه الجهود والأعمال التي كانت تقوم بها المعارضة على ضخامتها لم تستطع القضاء على حركة الإصلاح ولم تثن عزمها عن المضي إلى غايتها بكل قوة بل ظلت تعطي من نفسها لهذه الدعوة وتقدم من البدل والتضحيات ما جعلها تتفوق على خصومها- بعد تأييد الله لها وتوفيقه للقائمين عليها- واستمرت الدعوة في مدها المستمر في كل الاتجاهات حتى وصلت سواحل الخليج العربي، وأخضعت كل أقاليم نجد بل دخلت الحرمين الشريفين فاتحة منتصرة تنشر راية التوحيد، وتعلن