مبادئ الدعوة الإصلاحية الجديدة في مواسم الحج وفي كل مكان من شبه جزيرة العرب حتى أدركت الخلافة العثمانية خطرها الشديد عليها وتهديد وجودها في كثير من البلاد المجاورة لها. فأخذت تدرس هذا الأمر بكل عناية وتخطط لمعالجة المستجدات في الحرمين الشريفين وشبه جزيرة العرب.
والمعارضة الداخلية هذه كانت تقوم على نظرة دينية وتصور مناقض لحركة الإصلاح والتجديد وتستند في معارضها على اعتبارات متعددة منها السياسي والإقليمي والعلمي والمالي والشخصي وكلها تلتقي على رفض دعوة الإصلاح والوقوف في وجهها والعمل على إجهاضها. وتبذل كل الوسائل للحفاظ على الأوضاع القائمة وقت الدعوة وعدم المساس بها من قريب أو بعيد. وأهم الاعتبارات التي بنت عليها المعارضة الداخلية موقفها من حركة الإصلاح ما يلي:
١- اعتبار سياسي:
وهو أن الدعوة لها شيخ وإمام والدعوة تقتضي من المدعوين الطاعة والامتثال لمبادئ الدعوة والدخول تحت طاعة أميرها. وهذا في حد ذاته بسط لنفوذ إمام الدعوة على الإمارات المجاورة له. وهذا يعني سلب هذه الإمارات سيادتها على أرضها وجماعتها وخضوعها لسيادة الدعوة وإمامها. ولهذا فإن بعض المطاوعة في نجد اعتذر من عدم قبول الدعوة لأن أميرها لم يقبل مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله في الرسالة التي بعث بها إلى مطوع مرات أحمد بن إبراهيم حيث قال فيها:"وأما قولك أبغي أشاور إبراهيم فلاودي تصير ثالثا لابن عباد وابن عيد، أما ابن عباد فيقول أي شيء أفعل بالعناقر – أمراء ثرمداء – وإلا فالحق واضح ونصحتهم وبينت لهم. وابن عيد أنت خابره حاول إبراهيم في الدخول في الدين وتعذر من الناس أن إبراهيم ممتنع. يا سبحان الله إذا كان أهل الوشم وأهل سدير وغيرهم يقطعون أن كل مطوع في قرية لو ينقاد شيخها ما منهم أحد يتوقف"١
١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ الرسائل الشخصية الرسالة رقم ٣١. ص ٢٠٧.