لما جهر الإمام محمد بن عبد الوهاب بدعوته أثناء رحلاته بين الحرمين الشريفين والبصرة والاحساء ونجد صار الناس أمام دعوته بين مؤيد ومعارض ولما استقر في حريملاء ثم بدأ دعوته في نجد عام ١١٥٣ استحسن بعض الناس دعوته وعارضها آخرون وبدأت المعارضة من أقرب الناس إليه من أخيه لأمه١ وأبيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ثم بدأت المعارضة تتسع وتشتد حتى تم السطو على الإمام في بيته ليلا لقتله أملا من الخصوم في الراحة ثم رحل منها مضطرا إلى بلدة العيينة وهي يومئذ من أكبر الإمارات في وادي حنيفة فزاد اتباعه فيها وتوسعت المعارضة ضده حتى جاءت التهديدات الشديدة من قائد الاحساء إلى أمير العيينة لإيوائه الشيخ وسماحه له بالدعوة على ما بين العيينة والاحساء من بعد المسافة وصعوبة الاتصال – حتى اعتبر أن مجرد إيوائه وإبقائه في العيينة جريمة لا تغتفر تعرض نفسه وإمارته للخطر والدمار وأن عليه أن يقتله ويريح الناس منه ولا يكتفي بمجرد إخراجه من بلاده مما أضطر أمير العيينة لمصارحة الإمام وإشعاره بوجوب الخروج من بلده إلى أي جهة يريدها لأنه لا قبل له بأمير الاحساء وضغط المعارضة الشديدة عليه. ومع أن الشيخ رحمه الله حاول تثبيته على الحق ووعده بالنصر إلا أن الخوف قد بلغ بأمير
١ رجع الشيخ عن معارضته للدعوة الإصلاحية وكتب في تأييدها بعد ذلك، انظر: مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام، للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص ١٠٥.