بدا الانحراف في المسار العام للأمة المسلمة في أصل عقيدة التوحيد مع قيام الدولة العباسية بعمليات النقل عن الأمم السابقة في العلوم والآداب مثل الفرس والروم والهنود وترجمة بعض المعارف العامة التي كتبت في ظل مفاهيم غير إسلامية واصطبغت بها حتى صار من الصعب تجريدها من الفلسفات التي قامت عليها بإفساح المجال لأهل الكلام في التحدث عن التوحيد والألوهية وفق مصطلحات تقوم على علوم المنطق اليوناني والفلسفة الاغريقية وإقامة المناظرات في المساجد والمنتديات في البصرة والكوفة وبغداد وغيرها من حواضر العالم الإسلامي وتقسيم المدارس الإسلامية إلى مدارس عقلية وأخرى نقلية وثالثة تجمع بينهما وتقوم كل مدرسة بالانتصار لمذهبها لا في فروع الدين وفق الشريعة بل في أصول إسلامية وعلم التوحيد ومسائل العقيدة، ومن ثم ظهور الكذب في الحديث النبوي الشريف ووجود الوضاعين لأسباب متعددة منها نصرة المذهب والقبيل والإقليم ثم دخول الإسرائيليات في علم التفسير والحديث وأخبار الأمم وتاريخ الإسلام والمسلمين