أكثر من موضوع من هذه الدارسة تأتي أيضا في صورة الدعوة إلى الله وطلب التأييد من العلماء في المنطقة إذ هم يمثلون الريادة العلمية والفكرية في المجتمع وكسبهم في صف الدعوة أمر له أهميته ولا يكون إلا بعرض من صاحب الدعوة.
وتأتي المشافهة كذلك في صورة تعليم ومدارسة مع طلاب العلم الذين وفدوا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتلقي العلم عليه مباشرة والأخذ عنه شفاها. وقد قرر عليهم أصول الدين وبين لهم معنى التوحيد ومقتضى لا إله إلا الله وحذرهم من الشرك وبين لهم صورة. وأقام الدليل الشرعي على كل مسألة من المسائل التي قررها في مبادئ دعوته وبين لهم ما أراده الله من خلقه وما يجري في حياة الناس من مخالفات وما حدث في حياة المسلمين من انحراف عما كان عليه السلف الصالح وما قام عليه الدليل الشرعي مع بيان خطأ من يخالف في الرأي في هذه المسائل من علماء عصره كما استعمل هذه الوسيلة في شرح عقيدته أهداف دعوته وحقيقة ما يدعو إليه لمن يفد إليه من البعوث وعلماء وعامة وأمراء وغيرهم.
فكانت هذه الوسيلة من أهم وسائل تحقيق أهداف منهاج هذه الدعوة الإصلاحية وأولها استخداما وأبعدها أثرا. واستمر في استثمارها طيلة حياته رحمه الله حتى التحق بالرفيق الأعلى ثم استعملها شيوخ مدرسة وأنصار دعوته من بعد. وبقيت وسيلة مستخدمة في خدمة هذه الحركة الإصلاحية عبر تاريخها الممتد.
٢- الرسائل الشخصية والعامة:
إلى جانب الوسيلة الأولى المتمثلة في المشافهة والخطاب المباشر استخدم الأمام محمد بن عبد الوهاب في دعوته الإصلاحية وسيلة ثانية هي المكاتبات التي كتبها إلى العلماء والأمراء والمطاوعة في داخل جزيرة العرب وارجها في شكل رسائل خاصة أو عامة لشرح حقيقة عقيدته وما يدعو الناس إليه وما يختلف مع معاصريه فيه سواء كانوا من العلماء أو الأمراء أو العامة في الداخل أو الخارج على السواء. وبعض هذه السائل كتبها مبادرة منه للدعوة وطلب التأييد والنصرة ممن لم تبلغهم دعوته أو بلغته ولم يتحدد موقفه منها أو لمؤيديه خارج مقر إقامته ممن لا يتيسر له مقابلتهم من أنصاره