للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد ذكر المؤرخ ابن بشر رحمه الله بعض ما دار بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود عند ما قابله لأول مرة في الدرعية قال ابن بشر:"ثم أخبره الشيخ بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه وما عليه أصحابه رضي الله عنهم من بعدهم وما أمروا به وما نهوا عنه وأن كل بدعة بعدهم ضلالة "١

ثم قال ابن بشر رحمه الله "فلما تحقق محمد – الأمير – معرفة التوحيد وعلم ما فيه من المصالح الدينية والدنيوية قال له: يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لاشك فيه وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به والجهاد لمن خالف التوحيد" ٢ ثم قال ابن بشر:"ثم إن محمدا بسط يده وبايع الشيخ على دين الله ورسوله والجهاد في سبيل الله وإقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "٣

فهذا النص التاريخي بين أن هذه الدعوة لرد الناس إلى الله وتجديد ما أندرس من معالم دينه بشموله وكماله الذي قال الله فيه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} وقوله سبحانه وتعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} .

والمعروف من حياة الشيخ محمد بن عبد الو هاب وسيرته ودعوته ومؤلفاته أنها دعوة عامة شاملة للإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي وغيرها ومناهجه التربوي العام والخاص يؤكد هذه الحقيقة

والواقع العملي الذي تمخض عن هذه الحركة يترجم هذه الحقيقة في صورتها الشاملة.

١- أنها تربية واقعية بصيرة:

فهي تنطلق من واقع الحياة الاجتماعية والدينية في نجد تشخص أدواءها وتحدد


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج١ ص ١٢.
٢ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ص١٢ ج١.
٣ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ص١٢ ج١.

<<  <   >  >>