للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحقيقة أو قال من العلماء من يسعه الخروج عن شريعته كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى كفر في هذا كله١

وهذه المقولات التي نقلها الشيخ من كتاب الإقناع في باب حكم المرتد مؤيدا لها في موقفه من الابتداع هي رد على مقولات مقررة في كتب غالبية المتصوفة مثل اتباع ابن عربي ولهذا فإن الشيخ كفرهم بعد أن دعاهم فأصروا على طريقتهم.

ويقول إن الخير كل الخير في الاتباع وترك الابتداع وإن الحسن هو ما عرف من الشرع حسنه وقصد الشارع إليه وعمل به السلف الصالح الذين عرفوا بالاتباع وترك الابتداع والنبي صلى الله عليه وسلم قال "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" والمبتدعة يخالفون الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول كل بدعة حسنة فمن أين عرفوا حسنها وهي تعارض قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" فمن أين لهم أمر رسول الله عليها حتى تقبل ولا ترد.

قال الشيخ في الرسالة التي بعث بها إلى علماء الإسلام: "الثانية وجوب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك البدعة وإن اشتهرت بين أكثر العوام"٢ ويظهر أن متصوفة معكال كانوا على صلة بمتصوفة الشام على طريقة ابن عربي إذ يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ولا يخفاك أني عثرت على أوراق عند ابن عزاز فيها إجازات له من عند مشائخه وشيخ مشائخه رجل يقال له عبد الغني ويثنون عليه في أوراقهم ويسمونه العارف بالله وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون حتى قال ابن المقري الشافعي: من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر، فإذا كان إمام دين ابن عربي والداعي إليه هو شيخهم ويثنون عليه بأنه العارف بالله فكيف يكون الأمر"٣


١ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ١١ص٦٨.
٢ المرجع السابق الرسالة رقم ٢٦ص ١٨٠.
٣ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية الرسالة رقم ١١ص ٧٢.

<<  <   >  >>