الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنياهم فترد على فقرائهم فإن أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب.
فاستدل بهذا الحديث الشريف على التدرج في الدعوة والبدء بالأهم ثم المهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يبدأ بالدعوة إلى توحيد العبادة الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ومستلزم لأنواع التوحيد الأخرى، وبعد قبول التوحيد والدخول به في الإسلام يدعوا إلى الشرائع الإسلام ويبدأ هذه الشرائع بأهمها وهي الصلاة وهكذا.
٥- إن الدعوة على ثلاثة مراتب حسب حال المدعوين فإن المدعو إما أن يكون طالبا للحق محبا له مؤثرا له على غيره إذا عرفه فهذا تستعمل معه الدعوة بالحكمة ولا يحتاج إلى موعظة ولا إلى الجدال.
وإما أن يكون: مشتغلا بضد الحق ولكن لو عرفه آثره واتبعه فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب.
وإما أن يكون: معاندا معارضا فيجادل بالتي هي أحسن فإن رجع وإلا انتقل معه إلى المواجهة.
١- شروط الدعوة:
ترى مدرسة الإصلاح والتجديد عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن للدعوة شروطا ينبغي أن تتوافر في الداعي إلى الله وهي:
أ- أن تكون الدعوة خالصة لوجه الله مبتغي بها مرضاته وحده دون أي غرض آخر. فإذا لم تكن خالصة لوجه الله كان صاحبها مشتركا به في الدعوة. ولهذا قال الشيخ رحمه الله: إن كثيرا من الناس لو دعي إلى الله فهو يدعو إلى نفسه لبيان خطر فقد عنصر الإخلاص في الدعوة ووجوب الحذر من ذلك حتى لا يحبط العمل بمثل الدعوة لطلب الوجاهة أو ليقال عالم أو لطلب رئاسة أو غيرها.
ب- أن تتحقق في الدعوة المتابعة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وما ثبت عنه