وعرف كلا منها. واستدل على كل ركن من هذه الأركان في مراتب الدين بأدلة من نصوص الشرع.
أما "الأصل الثالث" وهو معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر نسبه الشريف وسنوات عمره وما كان منها قبل النبوة أو بعد الرسالة وبيان قصة نزول الوحي إليه وفرض الصلاة ثم هجرته.
وعرف الهجرة بأنها الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وأنها فريضة على هذه الأمة باقية إلى قيام الساعة، واستدل على ذلك كله من الكتاب والسنة، وأنه لما استقر في المدينة أمره الله ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة والصوم والحج والجهاد والآذان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الإسلام , وأن الله أرسله إلى الناس كافة وجميع الثقلين الجن والإنس , وأن الله أكمل به الدين وأتم به النعمة، ثم ذكر التحاقه بالرفيع الأعلى وموته والدليل على ذلك كله، وأكد أن من العلم الواجب أن الناس سيبعثون ويحاسبون ويجزون على أعمالهم، وأقام الدليل على ذلك من القرآن الكريم.
ومما افترضه الله على العبادة كافة الإيمان بالله وكفر بالطاغوت ثم عرف الطاغوت وبين رؤوس الطواغيت دون محاولة عدهم وحصرهم.
هذا هو المبدأ الأول الذي حدده رحمه الله في منهج دعوته الإصلاحية النظرية، وتتفرع عنه كل المعارف المتعلقة بالله وبدين الإسلام ونبيه وتصوير البينة، وهذا يشمل علم الشريعة كلها أصولا وفروعا قدر المستطاع.
وقد أخذ رحمه الله نفسه بهذا المبدأ فطلب العلم على والده وشيوخ بلده ثم