للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلوا صلاة الخوف فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر أخرى للصلاة، وعسكرنا يتعجبون من ذلك، لأنهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته.

وعاد طوسن بجيشه بعد الهزيمة إلى ينبع، وعسكر هناك انتظاراً للنجدة المصرية، وعندما وصلت النجدات المصرية عام ١٨١٤م-١٢٢٩هـ التقى الفريقان من (القنقذة) وانهزم المصريون مرة أخرى١، وبينما المعارك تجتاز هذه المرحلة الحاسمة والمسلمون النجديون يعدون العدة لخوض معركة شاملة، إذ بالمنية تحضر الأمير سعود٢ بن عبد العزيز بن محمد، فينتقل إلى جوار ربه في الدرعية. وخلف ابنه الإمام عبد الله بن سعود٣ بن عبد العزيز، لكن عمه عبد الله بن محمد نازعه الحكم. وانقسم آل سعود على بعضهم مما سهل مهمة الجيش المصري الذي أخذ استعداده لاكتساح نجد. فأصدر محمد علي الألباني أمره إلى ولد أحمد طوسن بسرعة العودة إلى مصر، ثم جهزه مرة ثانية بحملة وسيره إلى الجزيرة العربية، فتمكن طوسن في هذه المرة من فتح المدينة المنورة والاستيلاء عليها، ثم قصد مكة المكرمة واستولى عليها أيضاً، وبذلك عاد الحرمان الشريفان إلى الدولة


١ عنوان المجد ١/١٩٤.
٢ توفي الإمام سعود ليلة الإثنين ١١ جمادى الأولى سنة ١٢٢٩هـ وهو في الثامنة والستين من عمره، وكانت ولايته إحدى عشرة سنة، وكان رحمه الله أميراً وحاكماً قلما يوجد له مثال، وبموته خلا الجو لمحمد علي ومعاركه. راجع بتوسع مناقبه وصفاته في كتاب: محمد بن عبد الوهاب مصلح مفترى عليه –مسعود الندوي ص١٢٩-١٣٢.
٣ هو: عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، تولى إمامة الدرعية بعد وفاة والده سنة ١٢٢٩هـ، وحاربته جيوش العثمانيين القادمة من مصر بقيادة إبراهيم باشا، وسقطت الدرعية في عهده ١٢٣٣هـ-١٨١٨م، وحمله إبراهيم باشا معه إلى مصر، ثم إلى الأستانة فقتل فيها سنة ١٢٣٤هـ-١٨١٨م. (انظر: الإعلام جـ٤ ص ٨٩: للزركلي) .

<<  <   >  >>