للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث عشر: الفرية التاسعة تسميتهم بالوهابية]

...

الفرية التاسعة تسميتهم بالوهابية

اطلقوا على دعوة الإمام اسم "الوهابية"، وأحاطوا بكل شر، وجعلوها علماً على الجمود والهمجية، واخترعوا لها الأكاذيب وألصقوا بها التهم، فلو قالوا للناس: إن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب هي دعوة الإسلام الخالص، وأنه متبع للإمام أحمد بن حنبل في الفروع، ومتأسي بالإمام ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، لما استغرب الناس الدعوة ونفروا منها، ولكنهم أطلقوا عليها اسم "الوهابية"، وصوروها بأقبح الصور، حتى أصبح الكثير من المسلمين في البلاد الإسلامية ينفرون من كلمة الوهابية أو المذهب الوهابي.

وبلغ حقدهم الدفين على هذه الدعوة المباركة حتى وصل الإمر إلى قتل المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي –وهو ممن يتحمسون لهذه الدعوة- بإيعان من محمد علي –حاكم مصر- الذي حارب هو وأبناؤه الدعوة انتقاماً من أبيه لتعاطفه مع هؤلاء١.

وقد بلغ الأمر في بعض البلاد الإسلامية أن تصادر وتحرق الكتب التي للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصاره، وبل وتطارد الأشخاص الذي يعتبرون "وهابيين"، ويسجنون، وتثور عليهم الجماهير، وقد يضربونهم، فأكثر الناس لا يعرفون من الوهابية إلا أنها مذهب آخر لا يقره الإسلام.


١ الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج٢ للدكتور عبد الرحمن عميرة –أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ٦.

<<  <   >  >>