للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب التاسع عشر: موقف سليمان بن عبد الوهاب من دعوة أخيه الإمام محمد بن عبد الوهاب]

...

موقف سليمان بن عبد الوهاب١

من دعوة أخيه الإمام محمد بن عبد الوهاب

هو الأخ الأكبر للشيخ محمد، ويظهر أنه منذ عهد الصغر رأى سليمان ما يحظى به أخوه من إيثار ورعاية وعطف من والديه، لما يتسم به من الذكاء، والفطنة، والمكانة، فنفس على أخيه ذلك، وشب حب التنافس بينهما، وإن كان يلطفه عند محمد روح الدين الذي عرف به مبكراً ونزعة التسامي إلى معالي الأمور وصلة الرحم، ومع المدى وبروز محمد وتفوقه، تحول الأمر عند سليمان إلى حسد لاهب، مما جعل سليمان لا يتورع عن العمل ضد أخيه بكل الوسائل ومختلف الأساليب حتى غير المشرفة٢.

الحسد هو الداء الذي أخرج آدم عليه السلام من قبل الشيطان، فسليمان بن عبد الوهاب حسد أخاه، بل تآمر عليه مع المتآمرين، ودبر مع العلماء المعارضين "ثورة حريملاء"، ومن ثم اتصل بأهل العيينة وأغراهم على الثورة ضد الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته، والخروج عن السمع والطاعة.

يقول الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي:

"لم يكتف بالتدابير والتحريضات حتى تفرد بكتابة رسالة مطولة إلى أهل


١ ولد الشيخ سليمان في العيينة، وتولى قضاء حريملاء، وأقام في سدير، توفي بالدرعية [انظر علماء نجد ج١ ص٣٠٢] .
٢ حياة محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية –محمد بن أحمد العقيلي ص ٩١ ط١٤٠٤هـ من منشورات النادي الأدبي –الرياض.

<<  <   >  >>