للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الثاني: الإسلام يتحدث عن ذاته بأبطاله في التاريخ]

...

الإسلام يتحدث عن ذاته بأبطاله في التاريخ

إن الإسلام العظيم قدم لأمته المنهاج الذي رسمه الله تعالى، ولخص تكاليفها التي نيطت بها، وقرر مكانتها، وبين الوسائل التي تمكنها من الثبات والنصر في الماضي والحاضر والمستقبل متى نهضت بها، واستقامت على الدين الذي أراده الله تعالى لها، حيث خاطبها بقوله:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج) .

بهذه العدة تسد الأمة، وتملك النهوض بتكاليف الوصاية على البشرية التي اجتباها لها الله تعالى، ولما كان القرآن الكريم هو أساس الإسلام ودستوره، فقد حدثنا أن الصدق مع الله تعالى والإخلاص له يصنعان المعجزات، والأخيار من عباد الله موصوفون بالصدق، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة) ، فما أجمل الصدق بداية وغاية لأنه صنع الإيمان، وأعاد بناء الإنسان، فكان محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه خير قدوة تحتذى.

وإننا اليوم أشد احتياجاً إلى أن نصدق في نياتنا وأعمالنا، لعلنا ندرك الصفة التي وصف بها رب العزة والجلال صفوة خلقه فقال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا

<<  <   >  >>