هؤلاء الرجال حثهم القرآن الكريم على البذل والعطاء في سبيل الله تعالى، ووعد بقبول الفداء الصادق المستقيم الخاص، وضمن لأصحابه عاجل الثواب وآجله، وزاد المعنى وضوحاً فوجه إلى مضاعفة الجهود فقال:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت) ، وأرشدهم إلى أن طريق الجهاد ليس مفروشاً بالورود والرياحين، وإنما هو طريق شاق له متاعبه وتبعاته، ولكنه طريق المجد والشرف، وبه تنال سلعة الله تبارك وتعالى في النهاية، قال تعالى:{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}(النساء) .
وأكد لهم القرآن الكريم أن صدقهم وإقدامهم وتضحيتهم في سبيل الله تعالى ما هو إلى صفة مباركة يعقدها الله سبحانه مع عباده الصادقين فقال:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}(التوبة) .
ثم يعود القرآن فيرسم للمؤمنين طريق هذه الصفقة، ويصورها بصورة أخرى رائعة، ويوضح لهم فيها الثمن، ويبين ثمارها القريبة والبعيدة، فيقول: