[الفصل العاشر: دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب نبراس يقتدى بها]
...
دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
نبراس يقتدى بها
ومن خلال هذه الدعوة قامت حركات مقاومة عسكرية كثيرة في العالم الإسلامي، لمواجهة الاستعمار، وأبرز هذه الحركات حركة الأمير عبد القادر (١٨٣٠-١٨٤٦) ، وحركة أحمد عرابي (١٨٨٢) ، وثورة الهند ضد الإنجليز (١٨٥٢) ، وحركة الشيخ شامل في القوقاز، وحركة الشيخ عبد الكريم الخطابي في المغرب (١٩٢٦) ، ودعوة أحمد خان١ في الهند، وجمعيات الإصلاح في أرجاء أندونيسيا والبنغال وباكستان كل هذه الحركات كانت ببركة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، والتي بارك الله تعالى فيها، فامتدت لتمثل الطليعة الأولى ليقظة المسلمين بعد سبات عميق، وظهرت في أنحاء العالم الإسلامي حركات تستمد مفهومها وتستقي تعاليمها من الدعوة الإصلاحية التوحيدية الخالصة التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب ومن آزره.
وهكذا على الرغم من وجود العوائق الكثيرة في وجه الدعوة الإسلامية المجددة، فقد قيض الله تعالى لها عوامل مهمة دفعت بها إلى سماء الانتشار في أقطار مختلفة ومتفرقة من العالم الإسلامي، وقد استطاع القائمون عليها بفضل الله تعالى ثم بفضل إخلاصهم العظيم، وعلمهم
١ حج إلى مكة وتأثر بالدعوة الإسلامية الصحيحة، ثم عاد إلى البنجاب لينشرها بين الناس فكثر أتباعه، واستعمل القوة لمقاومة البدع، وقد جعله الله تعالى سبباً في نهضة المسلمين بالهند وباكستان.