وأن يقضي على المسلمين الداعين إلى الله فيها. ورآها محمد علي فرصة يضرب بها ضربته باسم خليفة المسلمين ظل الله في أرضه، ثم كانت الغزوات والحروب التي يطول ذكرها، والتي ذهب وقودها مئات الألوف من أبناء مصر، وعشرات الأولوف من أبناء جزيرة الإسلام، وظنوا أنهم قضوا على الدولة التي أقامت حركة التوحيد من جديد بكبوة جوادها، وفاتهم أن حركة التوحيد قد توسع مداها، وأوقدت شعلة قوية في كل أعماق الدعوات الإصلاحية الحديثة، وألهمتها فهماً جديداً متكاملاً قائماً على أن الإسلام دين ونظام واجتماع في نظام موحد، ومن العسير جداً فصل هذه العناصر بعضها عن بعض في تفكير المسلم الواعي، والمعروف أن النفوذ الغربي قد قاوم هذه الدعوة لأنه لا يريد أن يسمع في هذه المنطقة صوت يقظة حتى يتم تمزيقها وسلخها عن الدولة العثمانية وإدخالها في مناطق نفوذه، وكانت منطقة الخليج والجزيرة في تلك الفترة هي أخطر هذه المناطق التي تطمع فيها بريطانيا، وقد كان الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد أكد دعوة التوحيد بضرورة التماس مفهوم الأساس من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وأن وسيلة الإصلاح والنهضة لن تتحقق إلا بحملة ضخمة قوامها القوة والإقناع معاً للقضاء على البدع١ والمفاسد التي دخلت الإسلام ظلماً، والعودة إلى نقاوته الأولى، وعدم الاعتراف بما تركه المفسدون مما يتعارض مع أصول