للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم عاد الشيخ وأهله من منفاه في أرض الكويت، واستقبله الفارس الشاب المظفر مترجلاً عن جواده خارج الرياض، وقد بر بقسمه: ليستردن ملك آبائه وأجداده، وليعودن بأبيه وأهله إلى عاصمة ملكهم مظفراً منصوراً، وأقبل أهل الرياض على القصر يهنئون الأمير عبد العزيز بفوزه ونصره ويقدمون الطاعة، ويعربون له عن خالص الحب وعظيم الولاء، وترامى الخبر في البادية فهرع شيوخها إلى الرياض يؤيدون آل سعود، ويؤكدون للأمير الإخلاص، ويعاهدونه على الانضمام تحت رايته ومحاربة أعدائه، فقام بإصلاح ما هو مهدم من سور المدينة والحصن، وكان أول عمل أتاه عبد العزيز هو إرسال ناصر بن سعود إلى الشيخ مبارك مبشراً وطالباً المدد١، كما أعلم حاكم البصرة بأنه سيحكم الرياض باسم السلطان العثماني٢ ليحول دون مساعدة الدولة العثمانية لابن رشيد.

لبى الشيخ مبارك طلب المعونة، يقول عبد العزيز رشيد في ذلك الوقت: كان الشيخ مبارك ركن عبد العزيز الأعظم الذي يعتمد عليه فتراه يبعث إليه الإمدادات بسخاء وكرم، ويخرج إليه الحملات الواحدة تلو الأخرى، والقافلة إثر أختها، تحمل الأطعمة والذخيرة، والحقيقة أن مساعدات مبارك –حاكم الكويت- كانت حيوية لعبد العزيز في ذلك الوقت، لأن الكويت كان صلته الوحيدة بالعالم الخارجي٣، على أن الأمر لم يستتب بعد للأمير عبد العزيز بعد دخوله الرياض، فما زال في صراع دائم، وجلاد مرير مدة عشرين عاماً تارة مع ابن الرشيد الذي لم


١ البلاد العربية –فؤاد حمزة ص ٢٤.
٢ العلاقات بين نجد والكويت –خالد السعدون ص ٧٥.
٣ تاريخ الكويت –عبد العزيز رشيد ص ١٧٥.

<<  <   >  >>