للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ..} ١

وهذا عالم من علماء العراق عبد الرحمن السويدي حين سمع من بعض أعداء الدعوة السلفية من سنة ورافضة الافتراء على الإمام بأنه يكفر الناس بعث رسالة يسأله عن تكفير الناس إلا من تبعه، فكان الجواب من الإمام هو صاعقة محرقة لأعداء الدعوة وأهل التكفير والزيغ والافتراء، فيقول رحمه الله:

"وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحى العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول: هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون"٢.

ويوضح الشيخ عبد الله ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب هذا البهتان والكذب، فيقول رحمه الله:

"وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرير عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله ... فلا وجه لذلك، فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك: "سبحانك هذا بهتان عظيم"، فمن روى عنا شيئاًَ من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه


١ انظر روضة الأفكار حسين بن غنام.
٢ انظر مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ج٥ ص٣٦.

<<  <   >  >>