رد أئمة التوحيد على الخصوم الذين يقولون بأن الوهابية وعلى رأسهم الإمام محمد بن عبد الوهاب ينكرون الشفاعة، وأوردوا البراهين عليهم.
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله:
"فإن قال: أتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها؟ فقال: لا أنكرها ولا أتبرأ منها، بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع، وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى:
{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً}(الزمر: ٤٤) ، ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما قال عز وجل:{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}(البقرة: ٢٥٥) ، ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه، كما قال عز وجل:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}(آل عمران: ٨٥) .
فإن كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيها، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد، تبين لك أن الشفاعة كلها فأطلبها منه.
وقل: "اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه في وأمثال هذا".
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الشفاعة، وأنا أطلبه مما أعطاه الله.
الجواب: أن أعطاه الشفاعة، ونهاك عن هذا فقال:{فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}