للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول زين بن دحلان:

وأما قوله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".. فمعناه أن لا تشد الرحال إلى مسجد لأجل تعظيمه والصلاة فيه إلا إلى المساجد الثلاثة، فإنها تشد الرحال إليها لتعظيمها والصلاة فيها، وهذا التقدير لا بد منه، ولو لم يكن التقدير هكذا، لاقتضى منع شد الرحال للحج، والهجرة من دار الكفر، ولطلب العلم، وتجارة الدنيا، وغير ذلك، ولا يقول بذلك أحد١.

ثم ساق الأحاديث في وجوب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول:

١- "من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني".

٢- "من زار قبري وجبت له شفاعتي".

٣- "من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي".

٤- "من زارني بعد موتي، فكأنما زارني في حياتي".

وبعد ما ذكر هذه الأحاديث المكذوبة المفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: فتلك الأحاديث كلها في تأكيد زيارته صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً، والزيارة شاملة للسفر، لأنها تستدعي الانتقال من مكان الزائر إلى مكان المزور، وإذا كانت كل زيارة قربة، كان كل سفر إليها قربة٢.


١ انظر الدرر السنية ص ٥.
٢ انظر الدرر السنية ص ٤.

<<  <   >  >>