قال الخطابي:"نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الشام ونواحيها فهي مشرق أهل المدينة، وأصل نجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها، وقال الراوي: "إن نجداً من ناحية العراق، ذكر هذا الحافظ ابن حجر، ويشهد له ما في مسلم عن ابن عمر، قال:"يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أن الفتنة تجيء من ههنا"، وأومأ بيده إلى المشرق، فظهر أن الحديث خاص لأهل العراق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسر المراد بالإشارة الحسية، وقد جاء صريحاً في "المعجم الكبير" للطبراني النص على أنها العراق، ويقول ابن عمر وأهل اللغة وشهادة الحال كل هذا يعين المراد".
ويقول الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
"الذم إنما يقع في الحقيقة على الحال لا على المحل، والأحاديث التي وردت في ذم نجد كقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في يمننا، واللهم بارك لنا في شامنا" الحديث، قيل إنه أراد نجد العراق، لأن في بعض ألفاظه: ذكر المشرق، والعراق شرقي المدينة، والواقع يشهد له، لا نجد الحجاز، ذكره العلماء في شرح هذا الحديث، فقد جرى على العراق من الملاحم والفتن، ما لم يجر في نجد الحجاز، يعرف ذلك من له اطلاع على السير والتاريخ، كخروج الخوارج بها، وكمقتل الحسين، وفتنة ابن الأشعث، وفتنة المختار –وقد ادعى النبوة- وما جرى في ولاية الحجاج بن يوسف من القتال، وسفك الدماء وغير ذلك مما يطول عده.
"وعلى كل حال فالذم إنما يكون في حال دون حال، ووقت دون وقت، بحسب حال الساكن؛ لأن الذم إنما يكون للحال دون المحل، وإن كانت الأماكن