للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بعث الأمير الصنعاني بقصيدة١ رائعة إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب يمدح فيها دعوته السلفية، يقول فيها:

سلامي على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

ولكن أهل الخصوم يقولون بأن الأمير الصنعاني رجع عن تأييده لهذه الدعوة المباركة ونقض قصيدته بقصيدة أخرى شرحها حفيده يوسف بن إبراهيم الأمير، بعنوان (محو الحوبة في شرح أبيات التوبة) ٢.

وقد قام المجاهد الشيخ سليمان بن سحمان وألف كتاباً سماه (تبرئة الشيخين الإمامين عن تزوير أهل الكذب والبهتان) ، دافع فيها عن الشيخين الجليلين محمد بن عبد الوهاب والصنعاني، وأكد الشيخ سليمان بن سحمان عدم صحة أدلة القصيدة التي نقض بها المدح: إنما هي موضوعة ومكذوبة على الصنعاني، لأنها تخالف ما كان عليه الصنعاني من اتباع السنة وذم البدع وأهلها، كما هو ظاهر في كتبه، وقد ورد صريحه لما قرره الصنعاني في كتبه مثل "تطهير الاعتقاد"، فمن ذلك أن القصيدة وشرحها قد تضمنتا الزعم بأن دعاء الموتى والاستغاثة بهم كفر عملي، والإمام الصنعاني قد عرف عنه أن الاستغاثة بالموتى ودعاءهم من الكفر الاعتقادي المخرج عن دين الإسلام٣.


١ هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسيني المعروف بالأمير، ولد سنة ١٠٩٩هـ، توفي سنة ١١٨٢هـ، من كتبه: توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار في مصطلح الحديث، وسبل السلام. انظر الأعلام ٦/٣٨.
٢ انظر كشف النقاب ص ٧٥.
٣ انظر تبرئة الشيخين للشيخ سلمان بن سحمان ط (١) مطبعة المنار –مصر ١٣٤٣هـ ص٩٨٢-١٩٥.

<<  <   >  >>