٢ الشيخ محمد عبد الوهاب عقيدته السلفية –أحمد بن حجر بن محمد آل بو طابي ص ١٠٦-١٠٧. ٣ من أولى الحركات التي انبعثت من دعوة التوحيد قد صيغت على نحو جامع محرر لمفهوم الإسلام المتكامل بين الزهد والفقه والعبادة بتشكيل تربوي على نمط الصوفية، متحرراً من أخطاء الصوفية وانحرافاتهم، واستطاعت أن تكون جيلاً قادراً على نشر الإسلام في أنحاء أفريقيا، وكان رد فعل ضخم للتحدي الذي واجه العالم الإسلامي باحتلال الفرنسيين للجزائر وعودة الحروب الصليبية، وإذا كان الإمام محمد بن عبد الوهاب قد انطلق من الدرعية فإن السنوسي رحمه الله انطلق من زاوية "البيضاء" بالجبل الأخضر، والتي كانت تضم مسجداً ومدرسة لتحفيظ القرآن، وتدريس العلوم الشرعية. وكان الكتاب المستعمرون الأوروبيون يحذرون منها كما كانوا يحذرون من خطر الدعوة الإسلامية في نجد، حتى قال: "مسيو ردوفرير جن": إن السنوسية هي المسؤولة عن جميع أعمال المقاومة التي قامة ضد فرنسا في الجزائر، وإن السنوسية هي المدبرة لجميع نكبات فرنسا في الشمال الإفريقي والسنغال، وإنها أيدت ثورة محمد بن عبد الله في تلمسان، وصحراء الجزائر (١٨٤٨-١٨٦١) ، وثورة الصادق في جبال الأوراس (١٨٧٩) ، وثورات أولاد سيدي الشيخ (١٨٧٩-٨١٨١) ، عالم الإسلام المعاصر ٣/٢١٦.