ومن هنا كان لهداية الإسلام أسلوب قويم، وأن مفتاح الإصلاح في الإسلام هو التوحيد، فالدعوة الإسلامية تبدأ بغرس الإيمان في قلب الإنسان، وتجعل المؤمنين مراقبين لله عز وجل، في أقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم، وهؤلاء الأفراد الذي تزودوا بصحوة التوحيد والعقيدة هم اللبنات التي تعمر الحياة، وتنظم المجتمع، فتجربة الإنسان عبر التاريخ الإسلامي للأهواء والبدع قد باءت بالفشل، سواء كانت صوفية أو عقلانية١، بعيدة عن الكتاب والسنة.
وما على أبناء الإسلام وخصوصاً بعد أن مرت الأمة بتجارب مريرة -إلا أن يكرسوا جهودهم من أجل العودة بالمسليمن إلى الإسلام الصحيح، والسير خلف العلماء الصالحين القادرين على قيادة الناس بالكتاب والسنة بما وهبهم الله تعالى من قوة روحية ومعنوية، هؤلاء العلماء الملتزمون قولاً وعملاً بمبادئ الإسلام- يعتبرون مسؤولين مسؤولية كاملة أمام الله عز وجل والأمة جميعاً، عن تبصير الناس بدين الحق، وتحت قيادتهم، يمكن للمسلمين في أنحاء الأرض أن يقيموا المجتمع الإسلامي المتحد القادر على تطيبق رسالة الله الشاملة، والقضاء على كل نظام لا تتفق أسسه مع مضمون "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وشريعتها الإسلامية التي يجب على كل دولة إسلامية تطبيق مبادئها، وجعلها مناراً يهتدي بنوره الحاكم والمحكوم على السواء، في المجال التربوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والعسكري، واتخاذ الخطوات العملية لتضامن المسلمين، وإزالة التناقضات بينهم، تحقيقاً لقوله تعالى:
١ يقصد بها القوانين والأنظمة الغريبة عن الإسلام وأحكام الشريعة الغراء التي تم فرضها على الأمة في زمن الهزيمة والضعف مثل القانون الفرنسي والسويسري وما يسمى بالاشتراكية. راجع كتابنا "المسلمون بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية" للمؤلف.