وبهذه الوحدة الإيمانية لن تغلب هذه الأمة، ولم تقهر، ولن تهتز حتى ولو تألبت عليها الأمم، واجتمع عليها أهل الأرض جميعاً، وقد حقق الله تعالى لهذه الأمة في ماضيها المجيد، وسيحقق لها في مستقبلها السعيد شريطة أن يرفض كل مسلم كل مظاهر الجاهلية، وجميع أشكال العقائد الأرضية، والنظم البشرية في سائر مناحي الحياة، ويعتقد أنه لا خلاص إلا بالانخراط تحت لواء التوحيد، وتسليم الأمة وجهها لله عز وجل امتثالاً لأمره.
{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}(البقرة: ٢٠٨) .
عند ذلك تقوم دولة الإسلام العالمية وتعلو كلمة الله عز وجل، فتغشى وجوه المنافقين والمشركين قترة سوداء، لأنهم ربطوا مصيرهم بغير الإسلام، وأعطوا ولاءهم لغير الله، وسلموا قيادهم لأعوان "ماركس، ولينين وسارتر وفرويد"، ومن دعاء الإلحاد والإباحية، ولدعاة المهاترات والسخافات، والقيل والقال من الشيوعيين واليساريين والقوميين والعلمانيين، وعند ذلك تكون الساحة للإسلام وأبنائه، تملؤها أفواج العابدين المخلصين، وجموع المزكين المجاهدين، وأحفاد "أبي بكر" و"عمر" و"عثمان" و "علي"، ولا يبقى للباطل وجود بيننا بارتفاع صوت الحق مدوياً:
وتولي أذناب الصليبية والإباحية الأدبار من عمالنا الإسلامي:{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}(المدثر:٥١) ، وتضيق بهم الأرض بما رحبت، وتلفظهم