للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمطالعة العميقة في كتب التفسير والحديث، وقبل بلوغه العاشرة أتقن كثيراً من العلوم والمعارف، فكبر عقله وازداد توقد ذهنه، وتأمل قومه فوجدهم جهلاء زائفين عن طريق الحق والصواب، فآلمه ذلك حتى قال فيه أحدهم:

بلغت لعشر مضت من سنيك ... ما يبلغ السيد الأشيب

فهمك فيها جسام الأمور ... وهم لداتك أن يلعبوا

ولما بلغ الثانية عشرة من عمره، وقد بلغ الحلم، وأدرك ما يدرك الرجال، قدمه أبوه في إمامة الصلاة، وكان والده شديد التعجب من قوة حافظته وسرعة حفظه، لكل ما يطالعه ولو لمرة واحدة، ويعترف علنا بالاستفادة منه في بعض الأحكام، حتى قال: استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام قبل بلوغه.

وفي رسالة لأحد أصدقائه قال عنه: إن له فهماً جيداً، ولو يلازم الدرس سنة على الولاية لظهر في الحفظ والإتقان آية.

"وقد تحققت أنه بلغ الاحتلام قبل إكمال اثنتي عشرة سنة على الإتمام. ورأيته أهلاً للصلاة بالجماعة والإتمام، فقدمته لمعرفته بالأحكام، وزوجته بعد البلوع في ذلك العام. ثم طلب مني الحج إلى بيت الله الحرام، فأجبته بالإسعاف لذلك المرام، فحج وقضى ركن الإسلام".

ولا عجب في ذلك فبعد مشيئة الله سبحانه وتعالى قد تضافرت في الفتى مقومات التفوق ومؤهلات النجاح أسباب ومسببات –هيأها الله عز وجل للفتى

<<  <   >  >>