للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

محتملات الألفاظ في آيات قرآنية، فنازعهم منه توافق بين المعنى القرآني والعلمِ الحديث، سواء كان على نحوٍ مطيع ذلول، أو نحوه مُكْرَهٍ مسوق بالافتعال.

والناظر في كتب الإعجاز العلمي للقرآن لن يجد غير التكرار، اللهم إلا ما اشتمل عليه بعضها مما وقف عليه مؤلفوها من فائدة جديدة علموا بها فاستأثر ببدء إبدائها صاحبها فأفاد منها خَلَفه.

والآيات القرآنية التي تحوى جُمَلاً من الاحتمالات المعنوية لألفاظها هي التي تُوسِعُ المضمار للسائرين القادرين على اقتناص التوافق العلمي مع المعنى القرآني لبعض الآيات، أما ما كان محدَّد الفهم، محكم المعنى، فهي الآيات التي لا يخرج تفسيرها عن الحقائق العلمية، لذا كانت تلك الآيات منطلقا لفهم الحقائق الكونية على نحو ما وصف الحكيم الخبير في كلامه، ومن جملة ذلك قوله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} (النور: ٤٥) .وقوله تعالى: {ولِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (الشورى: ٤٩،٥٠) فالله أنزل القرآن بعلمه الذي علم عن خلقه، قدير لا يأتي أحد بغير ما وصف، ولن يزيد أحد على ما خلق الله قسما خامسا فوق هذه القسمة لصور الهبة الإلهية، والآية الأولى كالثانية فيها تحد بالقدرة الإلهية، فالله خلق الدواب من ماء ولكن الإنسان يصنع الدواب - كوسائل المواصلات وغيرها الآن - من غير الماء، فهل من البشر من يقدر على الخلق من الماء؟ أو أن يخص كل دابة بماء؟.

<<  <   >  >>