فتعيش في الدنيا بعز القنوع وتأتي غدا إلى موقف الكرامة آمنا وتنزل غدا في الجنة مخلدا.
فقال الرجل: يا جارية! أسمعت ما قال: شيخنا هذا؟ قالت: نعم قال: أفصدق أم كذب؟ قالت: بل صدق وبر ونصح.
قال: فأنت إذا حرة لوجه الله وضيعة كذا وكذا صدقة عليك وأنتم أيها الخدام أحرار وضيعة كذا وكذا لكم وهذه الدار بما فيها صدقة مع جميع مالي في سبيل الله ثم مد يده إلى ستر خشن كان على بعض أبوابه فاجتذبه وخلع جميع ما كان عليه واستتر به.
قالت الجارية: لا عيش لي بعدك يا مولاي! فرمت بكسوتها ولبست ثوبا خشنا وخرجت معه فودعهما مالك ودعا لهما وأخذ طريقا وأخذا غيره.
فتعبدا جميعا حتى جاء الموت فنقلهما على حال العبادة - رحمة الله عليهما.