للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١٣ – [توبة رجل عن الشراب والعود بسماع آيات من القرآن]

أنبأنا الشيخ أبو الفرج أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر أنا محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أنا محمد بن سلامة القصاعي قال: أنا محمد بن أحمد الكاتب قال: أنا أبو مسلم قال: أنا محمد بن الحسين بن دريد قال: أخبرنا الحسن بن خضر: أخبرني رجل من أهل بغداد عن أبي هاشم المذكر قال:

أردت البصرة فجئت إلى سفينة أكتريها وفيها رجل ومعه جارية فقال الرجل: ليس هاهنا موضع فسألته الجارية أن يحملني فحملني.

فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوضع فقال: أنزلوا ذلك المسكين ليتغدى فأنزلت على أني مسكين فلما تغدينا قال: يا جارية! هاتي شرابك فشرب وأمرها أن تسقيني فقلت: رحمك الله! إن للضيف حقا فتركني.

فلما دب في النبيذ قال: يا جارية! هاتي العود وهاتي ما عندك فأخذت العود وغنت تقول:

وكنا كغصني بانة ليس واحد ... يزول على الخلان عن رأي واحد

تبدل بي خلا فخاللت غيره ... وخليته لما أراد تباعدي

فلو أن كفي لم تردني أبنتها ... ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي

ألا قبح الرحمن كل مماذق ... يكون أخا في الخفض لا في الشدائد

ثم التفت إلي فقال: أتحسن مثل هذا؟ فقلت: أحسن خيرا منه فقرأت: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ, وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ, وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} التكوير: ١ – ٣] فجعل الشيخ يبكي فلما انتهيت إلى قوله: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} [التكوير: ١٠] قال: الشيخ: يا جارية! اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى وألقى ما معه من الشراب في الماء وكسر العود ثم دنا إلي فاعتنقني وقال: يا أخي! أترى الله

<<  <   >  >>