أنبأنا الشيخ أبو الفرج قال: ثنا أبو بكر الصوفي قال: أنبأنا علي بن عبد الله قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه: قال ثنا إبراهيم بن محمد الفقيه المالكي قال: ثنا يوسف بن أحمد الواعظ قال: ثنا العباس بن محمد المطهري قال: ثنا الحسن بن أبي مريم العسكري حدثني جعفر بن سليمان قال:
مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة فبينا نحن ندور فيها مررنا بقصر يعمر وإذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجها منه وإذا هو يأمر ببناء القصر ويقول: افعلوا واصنعوا.
فقال لي مالك: ما ترى إلى هذا الشاب وإلى حسن وجهه وحرصه على هذا البناء؟ ما أحوجني إلى أن أسأل ربي أن يخلصه فلعله يجعله من شباب الجنة! يا جعفر ادخل بنا إليه.
قال جعفر: فدخلنا فسلمنا فرد السلام ولم يعرف مالكا فلما عرفوه إياه قام إليه فقال: حاجة؟ قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر؟ قال: مائة ألف درهم.
قال: ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه وأضمن لك على الله تعالى قصرا خيرا من هذا القصر بولدانه وخدمه وقبابه وخيمه من ياقوتة حمراء مرصع بالجواهر ترابه الزعفران وملاطه المسك أفيح من قصرك هذا لا يخرب لا تمسه يدان ولم يبنه بناء قال: له الجليل كن فكان؟.
قال: أجلني الليلة وبكر علي غدوة.
قال جعفر: فبات مالك وهو يفكر في الشاب فلما كان في وقت السحر دعا وأكثر من الدعاء.
فلما أصبحنا غدونا فإذا بالشاب جالس فلما عاين مالكا هش إليه ثم قال: ما تقول في ما قلت بالأمس؟ قال: تفعل؟ قال: نعم.
فأحضر البدر ودعا بدواة وقرطاس ثم كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان: إني ضمنت لك على الله قصرا بدل قصرك بصفته كما وصفت والزيادة على الله؛