أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا علي بن إبراهيم أنا رشأ أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان قال: ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا أبي عن بهلول بن حسان عن إسحاق بن زياد عن شبيب بن شبة عن خالد بن صفوان بن الأهتم قال:
إن ملكا من الملوك خرج إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زخرفها وزينتها وكان قد أعطي بسطة في الملك مع الكثرة والغلبة والقهر.
فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه: لمن هذا؟ قالوا: للملك قال: فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت؟.
قال: وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة ولم تخل الأرض من قائم لله بحجته في عباده: فقال: أيها الملك! إنك قد سألت عن أمر أفتأذن لي بالجواب عنه؟ قال: نعم.
قال: أرأيت ما أنت فيه أشيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك؟ قال: كذلك هو.
قال: فلا أراك إلا أعجبت بشيء يسير لا تكون فيه إلا قليلا وتنقل عنه طويلا فيكون غدا عليك حسابا قال: ويحك! فأين المهرب وأين المطلب؟ وأخذته القشعريرة.
قال: إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرك وأمضك وأرمضك وإما أن تنخلع عن ملكك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك.
فقال: إني مفكر الليلة وأوافيك في السحر فأخبرك بإحدى المنزلين.
فلما كان في السحر قرع عليه بابه فقال: إني اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض وقفر البلاد وقد لبست علي أمساحي ووضعت تاجي فإن كنت رفيقا فلا تخالف.
فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما جميعا.
وهو الذي يقول فيه أخو بني تميم عدي بن زيد العبادي: