أخبرنا المبارك بن علي أنا أحمد بن الحسين بن قريش أنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنا أبو بكر محمد بن زكريا الدقاق ثنا عبد الله بن سليمان ثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله ثنا ابن عائشة ثنا سعيد بن عامر قال: حدثني حسن أبو جعفر قال:
كان لقمان الحبشي عبدا لرجل جاء به إلى السوق يبيعه قال: فكان كلما جاء إنسان يشتريه قال: له لقمان ما تصنع بي؟ فيقول: أصنع بك كذا وكذا قال: حاجتي إليك أن لا تشتريني حتى جاء رجل فقال: ما تصنع بي؟ قال: أصيرك بوابا على بابي قال: أنت اشترني قال: فاشتراه وجاء به إلى داره.
قال: وكان لمولاه ثلاث بنات يبغين في القرية وأراد أن يخرج إلى ضيعة له فقال له: إني قد أدخلت إليهن طعامهن وما يحتجن إليه فإذا خرجت فاغلق الباب واقعد من ورائه ولاتفتحه حتى أجيء.
قال: فقلن له: افتح الباب! فأبى عليهن فشججنه فغسل الدم وجلس.
فلما قدم سيده لم يخبره.
ثم عاد مولاه بعد للخروج فقال: إني قد أدخلت إليهن ما يحتجن إليه فلا تفتحن الباب.
فلما خرج خرجن إليه فقلن له: افتح الباب فأبى فشججنه ورجعن فجلس فلما أن جاء مولاه لم يخبره بشيء.
قال: فقالت الكبيرة: ما بال هذا العبد الحبشي أولى بطاعة الله - عز وجل - مني؟ والله لأتوبن! قال: فتابت.
فقالت الصغرى: ما بال هذا العبد الحبشي وهذه الكبرى أولى بطاعة الله - عز وجل - مني؟ والله لأتوبن فتابت.
فقالت الوسطى: ما بال هاتين وهذا العبد الحبشي أولى بطاعة الله - عز وجل - مني؟ والله لأتوبن فتابت. قال: فقال غواة القرية: ما بال هذا العبد الحبشي وبنات فلان أولى بطاعة الله منا؟ فتابوا إلى الله - عز وجل - وكانوا عوابد القرية.