وعن أبي حفص النيسابوري أنه قال: لأصحابه يوما في وقت الربيع تعالوا نخرج إلى التنزه فخرجوا فمروا بمحلة فإذا شجرة كمثرى قد أثمرت في دار فوقف ينظر إليها فخرج من تلك الدار رجل مجوسي شيخ كبير فقال له: يا مقدم الأخيار! هل تكون ضيفا لمقدم الأشرار؟.
فدخل أبو حفص مع أصحابه وكان معهم من قراء القرآن فأخرج المجوسي كيسا فيه دراهم وقال: أعلم أنكم تتنزهون مما تصل أيدينا إليه من الطعام فمر من يشتري لكم شيئا من السوق ففعلوا.
فلما أراد أبو حفص أن يخرج قال له المجوسي: لا يمكنك أن تخرج إلا وأنا معك! فأسلم وأسلم أولاده ورهطه بضعة عشر نفسا.