أنبأنا الإمام العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أخبر عبد الرحمن بن محمد القزاز أنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني محمد بن الحسن الساحلي أنا عمار بن عبد الله الصوفي قال: سمعت محمد بن حماد الرحبي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان يقول:
خرجت يوما في حاجة فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها ووقفت في جملة الناس حتى تدفن فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد فلمحت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله تعالى وعدت إلى منزلي.
فقالت لي عجوز: يا سيدي! مالي أرى وجهك أسود؟ فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود فرجعت إلى سري أنظر من أين دهيت فذكرت النظرة فانفردت في موضع أستغفر الله تعالى وأسأله الإقالة أربعين يوما. فخطر في قلبي أن زر شيخك الجنيد فانحدرت إلى بغداد فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال: ادخل يا أبا عمرو! تذنب بالرحبة ويستغفر لك ببغداد.