الأكاسرة ولكن أخبرك بما شهدت وعاينت منذ أعوام من ابن عم لأمير المؤمنين موسى بن محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس وحدثه في هذا الحديث.
فرأيت جعفرا جعل يبكي ويكثر البكاء ويقول: هذا كله من توفيق الله تعالى إياه وسعادته له اللهم فكما أسعدته بطاعتك ووفقته لرضاك وعصمته حتى نال ذلك كله بإرادتك وفقنا للعمل الصالح برحمتك واختم لنا بعفوك ومغفرتك يا أرحم الراحمين.
ثم إنه في مجلسه ذلك تصدق بمائة ألف على أهل الحاجة والمسكنة.
فما لبث بعد ذلك إلا القليل حتى غضب عليه هارون أمير المؤمنين وأمر بقتله وأن يجعل أرباعا ويصلب ففعل به ذلك.
فكان يرجى لجعفر ذلك الدعاء لعل الله تعالى استجاب له لأنه مثل به.
وكان كثير الصنائع المحمودة معطيا للمال قاضيا للحوائج حسن العشرة عارفا بحق الإخوان رحمه الله.