للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي.

قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية ولم توبقك لذة.

قال: هات يا أبا إسحاق!.

قال: أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله - عز وجل - فلا تأكل رزقه.

قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟.

قال له: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟.

قال: لا هات الثانية!.

قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده قال الرجل: هذه أعظم من الأولى! يا هذا! إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟ قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟.

قال: لا هات الثالثة.

قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له فاعصه فيه قال: يا إبراهيم! كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟.

قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!.

قال: لا هات الرابعة.

قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا قال: لا يقبل مني.

قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص؟!.

قال: هات الخامسة.

قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذونك إلى النار فلا تذهب معهم.

قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني.

قال: فكيف ترجو النجاة إذا؟!.

قال له: يا إبراهيم! حسبي أنا أستغفر الله وأتوب إليه.

ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.

<<  <   >  >>