ودعا الناس إليه وأقعد على أبوابها ناسا يسألون كل من خرج: هل رأيتم عيبا فيقولون: لا.
حتى جاء ناس في آخر ما جاء - عليهم أكسية - فسألوهم: هل رأيتم عيبا؟ قالوا: عيبين اثنين.
قال: فحبسوهم ودخلوا على الملك فقالوا: قد دخل الناس فسألناهم فذكروا أنهم لم يروا عيبا حتى جاء قوم عليهم أكسية - أظنه قال: شباب - فسألناهم فقالوا: رأينا عيبين اثنين قال: ما كنت أرضى بواحد فائتوني بهم.
قال: فأدخلوهم عليه قال: هل رأيتم عيبا قالوا: عيبين اثنين قال: وما هما؟ قالوا: تخرب ويموت صاحبها.
قال: وهل تعلمون دارا لا تخرب ولا يموت صاحبها؟ قالوا: نعم قال: وما هي؟ قالوا: دار الآخرة قال: فدعوه فاستجاب لهم.
قال: فقال لهم: إن جئت معكم علانية لم يدعني أهل مملكتي ولكن ميعادكم موضع كذا وكذا.
قال: فكان معهم زمانا ثم قال لهم ذات يوم: عليكم السلام قال: فقالوا: ما لك؟ أرأيت منا شيئا تكرهه؟ قال: لا قالوا: فما حملك على هذا؟.
قال: أنتم تعرفوني فأنتم تكرمونني لحالي التي كنت عليها قال: فكأن معناه وقع من عمر موقعا فذهبت إلى مسلمة فأخبرته.
قال: فدخل مسلمة على عمر وقد كان حدثه بهذا الحديث.
قال: فقال: ويحك يا مسلمة! أرأيت رجلا حمل مالا يطيق ففر إلى ربه - عز وجل - فهل ترى عليه بذلك بأسا؟.
قال: فاتق الله يا أمير المؤمنين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فوالله لئن فعلت ليقتتلن بأسيافهم.
قال: ويحك يا مسلمة! حملت ما لا أطيق فرددها وجعل مسلمة يناشده حتى سكن.