ضمن الاستراتيجية العسكرية التي وضحها بعد هزيمة الأحزاب بقوله:" (الآن نغزوهم ولا يغزونا".
وما قيل في سبب السرية يؤكِّد أنَّها قبل خيبر بقليل، أو في أثناء توجُّه النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إليها، وهو الأرجح، ويؤيده قول الرجل لوبر بن عليم قائد بني سعد حينما رآه منهزماً مع قومه من أمام المسلمين:
[١]"إني أرى أمر محمَّدٍ أمراً قد أمن وغلظ، أوقع بقريشٍ فصنع بهم ما صنع، ثُمَّ أوقع بأهل الحصون بيثرب، قينقاع وبني النضير وقريظة، وهو سائرٌ إلى هؤلاء بخيبر١".
فذلك دليل قوي على أنَّ السرية كانت في أثناء مسير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، حيث وردت إليه معلومات استخبارتية أنَّ أولئك الأعراب من بني سعد في تحشُّدٍ سريعٍ لإمداد يهود خيبر، فسارع ببعث السرية إليهم قبل أن تستكمل استعداداتهم لذلك".
والغريب أنَّ الواقدي ساق هذه الرواية ولم يُعَلِّق عليها على الرغم من أنَّها تخالف ما ذكره من تاريخ السرية وأنه في شعبان سنة ست، فلعلَّه رحمه الله تعالى وَهِمَ في ذكر هذا التاريخ".
والله تعالى أعلم".
١ أخرجه الواقدي (مغازي٢/٥٦٣) بسنده عن عيسى بن عليلة، عن أبيه، عن جده.