في شهر شوَّال من السنة السابعة من مُهَاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[١]"قدم رجل من أشجع، يُقال له، حُسَيْل بن نويرة، وقد كان دليل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أين يا حُسيل؟ قال:"قدمت من الجناب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما وراءك؟ قال:"تركت جمعاً من غطفان بالجناب، وقد بعث إليهم عُيَيْنة يقول لهم: "إمَّا تسيروا إلينا وإمَّا نسير إليكم، فأرسلوا إليه أن سِرْ إلينا حتَّى نزحف إلى محمَّدٍ جميعاً، وهم يريدونك، أو بعض أطرافك"١".
وكعادته صلى الله عليه وسلم في استباق الأحداث، وسياسته المتبعة مع الأعداء عامَّة، والأعراب خاصَّة، بالتحرُّك سريعاً للقضاء على قُوَّة العدو، ووئدها في مهدها، قبل أن تستفحل وتنتشر، ولأنَّ لِعُيَيْنَة سابقة من هذا النوع من قبل، سارع النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم باستدعاء صاحبيه، ووزيريه (أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق رضي الله عنهما) ، وشاورهما في الأمر:
١ أخرجه الواقدي (مغازي ٢/٧٢٨) ، عن يحيى بن عبد العزيز عن بشير بن محمّد عن عبد الله بن زيد، وسنده فيه رجال غير معروفين. كما أنّ فيه انقطاعاً بين بشير بن محمّد وبين قوله: قدم رجل من أشجع. فإنه لم يدرك النّبيّ صلى الله عليه وسلم. ورواه نقلاً عن الواقدي كُلّ من الطبري (التاريخ ٣/٢٣) ، والبيهقي (الدلائل ٤/٣٠١) ، وابن كثير (البداية ٤/٢٢٣) ، والذهبي (التاريخ ٤٥١) .