للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: سبب السرية]

ذكر أهل المغازي الذين رووا أخبار هذه السرية أنَّ السبب الذي أهاج هذه السرية، هو ذلك التقرير المهم الذي جاء به عين النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في منطقة خيبر وما جاورها، ودليله إليها من قبل، حُسَيْل بن نويرة الأشجعي، عن التحرُّكات العدوانية التي يقوم بها زعيم قوي ومؤثِّر من زعماء قبيلة غطفان، هو عُيَيْنة بن حصن الفزاري، ومحاولته حشد جمعٍ من غطفان في منطقة الجناب القريبة من خيبر، استعداداً للزَّحف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الإغارة على بعض أطراف الدولة الإسلامية١.

وبما أنَّ عُيَيْنَة بن حصن قد كانت له سابقة من قبل مع المسلمين، كانت سبباً في غزوة ذي قَرَد٢، لذلك أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تقرير حُسَيْل مأخذ الجد، وسارع ببعث هذه السرية لضرب ذلك الحشد في عُقْرِ داره، قبل أن تستكمل استعداداتهم للتحرُّك ثُمَّ الهجوم، كما فعلوا من قبل".

والله تعالى أعلم".


١ انظر: الواقدي: مغازي ٢/٧٢٨، ابن سعد: طبقات ٢/١٢٠، الطبري: تاريخ ٣/٢٣.
٢ في السنة السادسة أغار عُيَيْنَة بن حصن، وابنه عبد الرحمن في فوارس من غطفان
على لقاح النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم التي كانت في الغابة، فقتلوا أحَد الرّعاة، واستاقوا اللقاح، فنذر بهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبعض الصحابة، ولحقوا بهم واستنقذوا اللقاح.

<<  <   >  >>