للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: ردة فعل أهل المدينة لنتيجة المعركة]

"لقد صمد المسلمون في معركة مؤتة صموداً هو أروع ما يصنع الإيمان الصادق، وقد دفع المسلمون الثمن غالياً دونما شك، تمثَّل هذا الثمن الغالي بصورةٍ رئيسية في مصرع قادة الجيش الرئيسيين الثلاثة، الواحد بعد الآخر، وبأُسلوبٍ تمثَّلت فيه أرقى معاني البطولة، واسترخاص الأرواح في سبيل الله"١.

وهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصف بطولتهم، واسترخاصهم أرواحهم في سبيل الله، ومدى غبطتهم وسرورهم بمصيرهم بما "رأوا من فضل الشهادة"٢ بقوله:

[٨٦] "وما يسرهم أنَّهم عندنا"٣.

"إنَّ روعة المقاومة الإسلامية في معركة مؤتة التاريخية، والتي يسرت للمسلمين انسحاباً منظَّماً مشرفاً بعد ذلك الصدام الهائل، انسحاباً يمثِّل في واقعه أعلى درجات الانتصار بالنسبة لظروف المعركة الصعبة"٤.

وتكفينا هنا شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف ذلك الانسحاب القوي بالفتح والدلالة التي تعلو على الريب في هذه المعركة.


١ با شميل: غزوة مؤتة ٢٨٦-٢٨٧.
٢ ابن حجر: فتح ٧/٥١٣.
٣ أخرجه البخاري. (انظر: فتح الباري ٦/١٨٠) .
٤ با شميل: غزوة مؤتة ٢٨٨.

<<  <   >  >>