أكثر الروايات تحدَّثت عن تجهيز البعث في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثُمّ أفاضت في الحديث حول مرض النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمّ وفاته، وتوقَّفت دون أن تشير إلى بقية أخبار البَعْث. ففي رواية عروة، والزهري، وموسى بن عقبة قالوا:
[٧]"قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، - يعني من حجّة الوادع - فعاش بالمدينة حين قدمها بعد صدرة المحرَّم، واشتكى في صفر، فوعك أشد الوعك ... ". ثُمّ ذكروا حديثاً طويلاً حول مرضه صلى الله عليه وسلم إلى أن قالوا:"وكان أُسامة بن زيد قد تجهَّز للغزو، وخرج في ثقله إلى الجرف، فأقام تلك الأيام بشكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمَّره على جيش ... " إلى أن قالوا: "فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الجذع، واجتمع إليه المسلمون يسلمون عليه، ويدعون له بالعافية، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسامة بن زيد، فقال: اغدُ على بركة الله والنصر والعافية، ثُمَّ أغِر حيث أمرتُك أن تُغير. قال أُسامة: يا رسول الله! قد أصبحت مُفيقاً، وأرجو أن يكون الله عز وجل قد عافاك، فائذن لي، فأمكُثَ حتّى يشفيك الله، فإنّي إن خرجت وأنت على هذه الحال، خرجت وفي نفسي منك قرحة، وأكره أن أسأل عنك الناس. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام، فدخل بيت عائشة ... "، إلى قالوا: "ووعك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع أشد الوعك، واجتمع إليه نساؤه، وأخذ بالموت ...