للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبسرعةٍ استطاع بنو مرّة تكوين قوة مطاردة تعقُّبيَّة كبيرة أدركت السرية عند الليل، فاشتبكوا معهم في قتالٍ تراشقي بالنبال استمرَّ طوال الليل".

[٣] "حتى فنيت نبل أصحاب بشير، وأصبحوا، فحمل المُرِّيون عليهم"١، في قتالٍ قوي غير متكافئٍ بين الطرفين، إذ أطبق المرِّيون على بشير وأصحابه فيما لا قبل لهم به، حيث سقط أصحاب بشير الواحد تلو الآخر بعد أن قاوموا ببسالة وقاتلوا بشجاعة، ولكن كثرة المرِّيين لم تتح لهم الفرصة".

[٤] "وولَّى منهم مَن ولَّى، وقاتل بشير قتالاً شديداً"٢، أبدى فيه شجاعة فائقة، وبسالة نادرة، حتى أثخنته الجراح، وسقط مغشياً عليه من شدَّتها، حتى إنَّ المرِّيّين ظنوا أنه قد مات، حينما ضربوا كعبه٣ فرأوه بلا حراك، فرجعوا بنعمهم وشائهم، وقدم علبة بن زيد الحارثي٤ - الذي ربما كان من الذين تحيَّزوا من ميدان المعركة - بخبر السرية ومصابها على رسول الله صلى الله عليه وسلم".


١ أخرجه ابن سعد (طبقات ٢/١١٩) ، عن شيوخه.
٢ من رواية الواقدي، وقد سبق تخريجها برقم: [٢] .
٣ الكعب: هو العظم الناشز فوق القدم من جانبيها. وضربه هنا هو للاستدلال على حياة الجريح من عدمها، فإذا تحرّك بعد الضرب عرفوا أنّ به حياةً، والعكس صحيح.
٤ عُلْبَة - بضم أوّله، وسكون اللام، بعدها موحدة - ابن زيد بن عمرو بن زيد ابن جشم بن حارثة، الأنصاري الأوسي، ذكر ابن إسحاق، وابن حبيب في المحبر في البكائين في غزوة تبوك، وإنّه تصدّق بعرضه على كلّ مسلمٍ ناله. (ابن حجر: إصابة ٢/٤٩٩ - ٥٠٠) .

<<  <   >  >>