للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأظنّه يقصد هذه السرية حيث لم يُذكر غيرها لبشير في نفس المنطقة سوى سريته السابقة إلى فدك، كما أنَّ يمن وجبار والجناب قريبة من خيبر، كما وضَّحنا سابقاً، والله تعالى أعلم".

أمَّا ابن القَيّم، فساق الحديث عن هذه السرية ضمن الجدول الذي وضعه لسرايا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد مقدِمِه من خيبر إلى شوَّال، حيث رتَّبها بعد سرية غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني الملوّح بالكُدَيْد، وساق الخبر عنها دون أن ينسبه إلى أحَد، وإنْ كان لفظه هو لفظ الواقدي١".

وإذا استعرضنا بعض ما ورد في رواية الواقدي الأكثر تفصيلاً للأحداث من رواية ابن سعد، لوجدنا قرائن تُقوّي تحديد ابن سعد لها بشهر شوَّال من السَّنة السابعة أي بعد غزوة خيبر".

فقوله مثلاً في بداية روايته: "قدم رجل من أشجع، يُقال له حُسَيْل ابن نويرة٢، وقد كان دليل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر".".". الخ"٣".


١ زاد المعاد ٣/٣٥٩، ٣٦٣.
٢ حُسَيل - بالتصغير - ويقال بالتكبير، ابن خارجة، وقيل: ابن نويرة الأشجعي، وحكى ابن منده أنه يُقال فيه: حُسَيْن - بالنون أيضاً - والذي يظهر أنه آخر، وروى الطبراني وغيره من طريق إبراهيم بن خويصة الحارثي، عن خاله معن بن حَوِية - بفتح الحاء المهملة، وكسر الواو، وتشديد التحتانية - عن حُسَيل بن خارجة الأشجعي قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه، فأُتي بي النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: يا حُسَيْل! هل لك أن أُعطيك عشرين صاعاً تمراً على أنْ تَدُلَّ أصحابي على طريق خيبر؟ ففعلت. قال: فأعطاني. قال: فذكر القصة. قال: فأسلمت. (انظر: الطبراني: معجم ٤/٣٣، ابن حجر: إصابة ١/٣٣٢) .
٣ الواقدي: مغازي ٢/٧٢٨.

<<  <   >  >>