دائم الحديث عنهما، كما يقول علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه:"وحسبت أني كثيراً أسمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر"١ ". وقد عرف الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - ذلك لهما، فكان أن قدَّموهما على غيرهما في الخلافة.
أيضاً يدل ذلك على مكانة الشورى في الإسلام، باعتبار أنَّ المُشَرِّع صلى الله عليه وسلم كان يُطَبِّقها في كل زمان ومكان، وذلك تنفيذٌ لأمر الباري - عزَّ وجلَّ - له {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} . [سورة آل عمران، الآية: ١٥٩] . وتعليمٌ لأمَّته من بعده بتطبيق هذا المبدأ الهام والحيوي في حياتهم بمختلف شؤونها، وما أصاب المسلمين من الضياع وتسلُّط الأعداء إلاَّ عندما تركوا هذا المبدأ، واستبدَّ قادتهم بالرأي دونهم، فكان ذلك وبالاً على الأُمةِ بأسرها.
كذلك يدل على ما كان يتمتَّع به الشيخان الجليلان - رضي الله تعالى عنهما، من الحنكة والمعرفة بأمور الحرب والسياسة، حيث نصحا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بالإسراع بإرسال سرية إلى تلك المنطقة، يقودها رجلٌ مُحَنَّكٌ ذو خبرة ومعرفة بأحوالها وأهلها.