للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن حجر: "قيل: أكثر من مائة ألف١".

[٣٥] ولم تُحَدِّد روايات الزهري، وموسى بن عقبة، ومحمَّد بن عائذ العدد، وإنَّما ذكرت أنَّهم جموع كثيرة من الروم، ونصارى العرب من قضاعة، وتنوخ، وبهراء، وغيرهم من نصارى العرب٢".

ووقع مثل ذلك في رواية أبي قتادة - رضي الله تعالى عنه ٣". ويصفهم خليفة بن خياط بأنَّهم جموع هرقل٤ دونما تحديد".

ويرى العقَّاد صعوبة جمع تلك الجيوش الجرَّارة وتسييرها في مثل تلك السرعة، ويرجِّح أنَّ "هرقل إنَّما كان في جموعه هنالك في زيارة الشكر التي نذر لله أن يؤدِّيها إذا هو ظفر بالفرس، وردَّ منهم صليب الكنيسة الكبرى الذي حملوه معهم يوم أَنْ فتحوا بيت المقدس، وربَّما كان هرقل قد بارح بيت المقدس في ذلك الحين، وتخلَّفت جيوش ركابه لأداء هذه الفريضة معه أو القيام بمراسم الحفاوة في تلك الزيارة التاريخية٥".

وذلك استنتاجٌ مبنيٌّ على رواياتٍ ضعيفة، فقد ذكرت المصادر أنَّ هرقل كان في الشام قبل مؤتة بخمسة أشهر على الأقل، حينما استقبل دحية الكلبي - رضي الله تعالى عنه - سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ثُمَّ من بعده أبا سفيان بن حرب ومَن معه الذين سألهم عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أسئلةً دقيقةً وشخصيةً، وقد أظهر هرقل حينها احتراماً بالغاً للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بل وصدَّق


١ ابن حجر: فتح ٧/٥١٣.
٢ سبق تخريجها برقم [٢] .
٣ سبق تخريجها برقم [١٥] .
٤ سبق تخريجها برقم [٨] .
٥ محمود عباس العقاد: عبقرية خالد بن الوليد ٥٢-٥٣.

<<  <   >  >>