للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً، عندما كان الإسلام في بدايته الأولى بمكّة تطالعنا رحلة الإسراء إلى بيت المقدس في أرض الشام، التي ذكرها القرآن، منوّهاً عنها: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . [سورة الإسراء، الآية: ١] .

وترجع البدايات الأولى لعلاقة الإسلام بالنصرانية، وزعيمتها الدّولة البيزنطية، إلى الإرهاصات المتبقية في العهدين القديم والجديد، والحديث من رهبان النصارى، وأحبار اليهود، وكُهَّان الوثنية، والأحناف، بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لما تقارب زمنه١.

"وهكذا فإنّ القرآن الكريم منذ الوقت المكبر من العهد المكّي يؤكّد، - وظلّ على ذلك في مختلف أدوار التّنْزِيل، - على وحدة المصدر الذي صدر عنه القرآن والكتب السماوية، ووحدة الأهداف والمبادئ التي تضمنها القرآن، وتلك الكتب، وتأييد القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء السابقين والكتب السابقة، والتنويه بهم، واستشهد - وظلّ يستشهد بأهل الكتاب - على صِحَّة رسالته النبوية والتّنْزِيل القرآني"٢.


١ عماد الدين خليل: دراسة في السيرة ٢٧١، باختصار.
٢ درّوزة، سيرة ١/٣٣٥-٣٣٦.

<<  <   >  >>